يمكن أن تتنوع أشكال الأفراد داخل نفس النوع كحالة الأرفيات (phalènes) الليلية التي تتكون من شكلين من الفراشات: الأول ذو لون فاتح والثاني ذو لون داكن. تبقى هذه الفراشات مثبتة خلال النهار على أشجار السندر (bouleau) ذات الجذع الفاتحة، وهكذا تمتزج الفراشات البيضاء بجذوع الأشجار، مما يجعلها أقل عرضة للطيور التي تتغذى عليها.
خلال إدخال الصناعة إلى المدن في القرن التاسع عشر، أدى التلوث الناتج عن أنشطة الإنسان إلى تغيير لون جذوع أشجار السندر. تكون الفراشات البيضاء مرئية أكثر من الفراشات الداكنة على الجذوع الداكنة، وبالتالي تكون مستهلكة أكثر من طرف الطيور. وهكذا تقل نسب الفراشات البيضاء تدريجيا من جيل لآخر لصالح الفراشات الداكنة التي تزداد نسبها. وبالتالي يكون لهذه الأخيرة بقاء طويلا وأيضا حظوظا أكثر للتزاوج.
يتعلق الأمر بالانتقاء الطبيعي، إذ أن الشكل المكيف أكثر مع الظروف الجديدة لوسط عيش النوع يكون متميزا بالتفاضلية، وفي هذه الحالة يُنسب للإنسان مسؤولية تغير هذا الوسط.